طرقت الباب بكل هدوء مستأذنة بالدخول .. لم أجد إجابة , ولم أسمع صوت أزيز الباب عندما فتحته ..
كان المكان دافئ ورائحة الحزن تفوح منه .. بدأت بتفحص المكان .. يبدو أني لم أزره بشكل مستمر في الفترة الماضية ؛ فقد انشغلت بشكل كبير .. رائحة الحزن أثارت إهتمامي , أحببت أن أعرف السبب؟؟
صوت من قلب المكان : (إنها الذكريــــــــــــــــــــــــــــــــات )..
أحست للوهلة الأولى بفزع .. ومع ذلك ارتسمت على محياي ملامح التعجب.. فأنا حين دخلت لم يكن هناك أحد سواي !! بدأت باستيعاب ما سمعت :
الذكريـــــــــــــــــــــــات ؟؟
عاد نفس الصوت : (عندما تبدل الوضع وأصبح الحاضر ماضي والمستقبل حاضر وتغير كل شيء .. أصبحت الحوادث بحلوها ومرها [ مجرد ذكريات] !! ولم يعد الزمن كما هو .. ولا الأشخاص هم أنفسهم .. ولا الأمكنة في مكانها ..
أصبح الشوق والحنين إلى الماضي يحول المكان إلى مقبرة للذكريات , تفوح منها معاني الحزن و...
كنت قد عرفت أني من يتحدث .. إنه صوت قلبي المتألم لرحيل الأحباب والخلان .. وفقدان المكان والزمان ..
* كفى ياقلب قد أصبحت أسيرا للذكريات فلا تأسرني معك !!
* كفى فقد جرى المع في مجراه دهرا !!
* كفى فأنا لن استسلم للذكريات واتركها تصنع الحزن من بقايا قلبي المفطور .. بل سأصنع من الذكريا أملا يضيء لي المستقبل الذي سأرسمه بنفسي وأخطه بيدي هاتين !!
* كفى فالماض لن يعود !!

شعرت بأثقال تتساقط عن قلبي .. وذلك بفعل خيوط الأمل الذهبية ..