الشيب نذير الفناء
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي---وأظلم ليلي إذ أضاء شهابهـــــــــا
أيا بومة عششت فوق هامـــــتـي---على الرغم مني حين طار غرابها
رأيت خراب العمر مني فزرتنـــــــي---ومأواك من كل الديار خرابـــــــــــها
أأنعم عيشا بعد ما حل عارضـــــي---طلائع شيب ليس يغني خضابهــا
وعزة عمر المرء قبل مشيبـــــــــــه---وقد فنيت نفس تولى شبابـــــــهـا
إذا اصفر لون المرء وابيض شعــــره---تنغص من أيامه مســتـــطـــــــابهـا
فدع عنك سوءات الأمور فإنهــــــــا---حرام على نفس التقي ارتكابــــها
وأد زكاة الجاه واعلم بـــــــــأنــــهــا---كمثل زكاة المال تم نـــــصــــابــــها
وأحسن إلى الأحرار تملك رقابهـم---فخير تجارات الكرام اكتسابــــــــــها
ولا تمشين في منكب الأرض فاخرا---فعما قليل يحتويك تــــرابــــــــــــها
ومن يذق الدنيا فإني طعمتـــــــــها---وسيق إلينا عذبها وعذابـــــــــــــها
فلم أرها إلا جيفة مستحيـــــــــــلة---عليها كلاب همهن اجتذابـــــــــــها
فإن تجتنبها كنت ســِلما لأهلـــــها---وإن تجتذبها نازعتك كلابــــــــــــــها
فطوبى لنفس أولعت قعر دارهـــــــا---مغلقة الأبواب مرخى حجابـــــــــها
سفاهة
يخاطبني السفيه بكل قبح---فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلـــــما---كعود زاده الإحراق طيبا
غني بلا مال
بلوت بني الدنيا فلم أر فيهم---سوى من غدا والبخل ملء إهابه
فجردت من غمد القناعة صارما---قطعت رجائي منهم بذبابــــــه
فلا ذا يراني واقــــــــــــــــــفــــــا---ولا ذا يراني قاعدا عند بابــــــه
غني بلا مال عن الناس كلــهم---وليس الغني إلا عن الشيء لا به
إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهبا---ولج عتوا في قبيح اكتسابه
فكله إلى صرف الليالي فإنــــها---ستدعي له ما لم يكن في حسابه
فكم قد رأينا ظالما متمـــــــــردا---يرى النجم تيها تحت ظل رِكــــابه
فعما قليل وهو في غفلاتــــــــه---أناخت صروف الحادثات ببـــــابـــه
فأصبح لا مال ولا جاه يُرتـــــجى---ولا حسنات تُــلتقى في كـــتابه
وجوزي بالأمر الذي كان فاعـــلا---وصب عليه الله سوط عذابـــــــــه
دع الأوطان واغترب
ما في المُـقام لذي عقل وذي أدب---من راحة فدع الأوطان واغتربِ
سافر تجد عوضا عمن تفارقـــــــــه---وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يُـــفســــــده---إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطبِ
والأُسدُ لولا فراق الأرض ما افترست---والسهم لولا فراق القوس لم يُصبِ
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة---لملها الناس من عجم ومن عَرَبِ
والتبر كالتُرب ملقى في أماكنـــــــه---والعود في أرضه نوع من الحطــبِ
فإن تغرب هذا عز مطلبـــــــــــــــــــه---وإن تغرب ذاك عز كالذهـــــــــــبِ
آداب العلم
تصبر على مر الجفا من معلـــــم---فإن رسوب العلم في نفراتــــه
ومن لم يذق مر التعلم ساعـــــة---تجرع ذل الجهل طول حياتـــــه
ومن فاته التعليم وقت شبابــــــه---فكبر عليه أربعا لوفاتـــــــــــــــه
وذات الفتى-والله-بالعلم والتقى---إذا لم يكونا اعتبار لذاتــــــــــــه
أصدقاء الحياة
أحب من الإخوان كل مُواتــــي---وكل غضيض الطرف عن عثراتـــي
يُوافقني في كل أمر أريـــــــده---ويحفظني حيا وبعد مـــمــــاتـــــي
فمن لي بهذا؟ ليت أني أصبته---لقاسمته مالي من الحســـنات
تصفحت إخواني فكان أقلهــــم---على كثرة الإخوان-أهل ثقاتي
فرج الله قريب
ولرب نازلة يضيق لها الفتــى---ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها---فرجت، وكنت أظنها لا تُفرج
إيه يرحم الله الإمام الشافعي، تأملوا يا شباب هذه الأبيات فوالله إنها لمؤثرة.
وبعد انتظار ردودكم، سأوافيكم بالمزيد إن شاء الله
رد مع اقتباس


المفضلات