الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، من واجباتك أيها المسلم و المسلمة

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 10 من 10

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية ايمان علي

    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المـشـــاركــات
    158
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، من واجباتك أيها المسلم و المسلمة

    الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.

    بسم الله الرحمن الرحيم،
    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، و بعد :

    فان من أهم المهمات و أفضل القربات التناصح و التوجيه الى الخير و التواصي بالحق و الصبر عليه ، و التحذير مما يخالفه و يغضب الله عز و جل و يباعد من رحمته .

    و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، منزلته عظيمة ، و قد عده العلماء الركن السادس من أركان الاسلام ، و قدمه الله عز و جل على الايمان كما في قوله تعالى ﴿ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله﴾.

    و قدمه الله عز و جل في سورة التوبة على اقامة الصلاة و ايتاء الزكاة فقال تعالى ﴿ و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض ، يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يطيعون الله و رسوله، أولئك سيرحمهم الله ، ان الله عزيز حكيم .
    و في هذا التقديم ايضاح لعظم شأن هذا الواجب و بيان لأهميته في حياة الفرد و المجتمعات و الشعوب . و بتحقيقه و القيام به تصلح الأمة و يكثر فيها الخير و يضمحل الشر و يقل المنكر . و باضاعته تكون العواقب الوخيمة و الكوارث العظيمة و الشرور الكثيرة ، و تتفرق الامة و تقسوا القلوب أو تموت ، و تظهر الرذائل و تنتشر ، ويعلو صوت الباطل ، و يفشو المنكر.

    و من فضل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ما يلي:

    أولا" :أنه من مهام و أعمال الرسل عليهم السلام ،قال تعالى:﴿و لقد بعثنا في كل أمة رسولا" أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت

    ثانيا" :أنه من صفات المؤمنين ، قال جل و علا: ﴿ التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله ، و بشر المؤمنين﴾
    على عكس أهل الشر و الفساد:﴿ المنافقون و المنافقات بعضهم من بعض ، يأمرون بالمنكر و ينهون عن المعروف و يقبضون أيديهم ، نسوا الله فنسيهم ، ان المنافقين هم الفاسقون﴾.

    ثالثا":أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من خصال الصالحين ، قال عز و جل:﴿ليسوا سواء ، من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل و هم يسجدون . يؤمنون بالله و اليوم الآخر و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات ، و أولئك من الصالحين ﴾.

    رابعا" : من خيرية هذه الأمة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:
    ﴿ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله ﴾.

    خامسا" :التمكين في الأرض ، قال تعالى: ﴿الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة وأمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و لله عاقبة الأمور.

    سادسا":أنه من اسباب النصر ، قال جل جلاله:﴿ و لينصرن الله من ينصره ، ان الله لقوي عزيز . الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة وأمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و لله عاقبة الأمور.

    سابعا" :عظم فضل القيام به كما قال تعالى:﴿لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ، و من يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا" عظيما". و قوله صلى الله عليه و سلم :" من دعا الى هدى كان له مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا" ". رواه المسلم .

    ثامنا" : أنه من أسباب تكفير الذنوب كما قال عليه الصلاة و السلام :" فتنة الرجل في أهله و ماله و نفسه و ولده و جاره ، يكفرها الصيام و الصلاة و الصدقة ، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر". رواه أحمد .

    تاسعا":في القيام بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر حفظ للضرورات الخمس في الدين و النفس و العقل و النسل و المال . و في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من الفضائل غير ما ذكرنا . و اذا ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و عطلت رايته ، ظهر الفساد في البر و البحر و ترتب على تركه أمور عظيمة منها :
    1. وقوع الهلاك و العذاب ، قال عز و جل:﴿ و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ...
    و عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا":" و الذي نفسي بيده ، لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا" منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ". متفق عليه .
    و لما قالت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها:" أنهلك و فينا الصالحون ؟" قال لها الرسول عليه الصلاة و السلام :" نعم اذا كثر الخبث ". رواه البخاري .
    2. عدم اجابة الدعاء ، و قد وردت أحاديث في ذلك منها حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا" :"مروا بالمعروف و انهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم ". رواه أحمد .
    3. انتفاء خيرية الأمة ، قال صلى الله عليه و سلم :" والله لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر و لتأخذن على يد الظالم و لتأطرنه على الحق أطرا" و لتقصرنه على الحق قصرا" ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم ". رواه أبو داود .
    4. تسلط الفساق و الفجار و الكفار ، و تزيين المعاصي و شيوع المنكر و استمراؤه .
    5. ظهور الجهل و اندثار العلم ، و تخبط الأمة في ظلمة حالكة لا فجر لها . و يكفي عذاب الله عز و جل لمن ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و تسلط الأعداء و المنافقين عليه و ضعف شوكته و قلة هيبته .
    أخي المسلم :
    قال العلامة الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله : فلو قدّر أن رجلا" يصوم النهار و يقوم الليل و يزهد في الدنيا كلها ، و هو مع هذا لا يغضب لله ، و لا يتمعّر وجهه و لا يحمر ، فلا يأمر بالمعروف و لا ينهى عن المنكر ، فهذا الرجل من أبغض الناس عند الله ، و أقلهم دينا" ،و أصحاب الكبائر أحسن عند الله منه .

    خطوات الإنكار و الأمر :
    أولا" :التعريف ، فإن الجاهل يقوم على شيء ، لا يظنه منكرا" ، فيجب ايضاحه له ، و يؤمر بالمعروف و يبين له عظم أجره و جزيل ثواب من قام به ، و يكون بحسن أدب و لين و رفق .

    ثانيا" :الوعظ، و ذلك بالتخويف من عذاب الله عز و جل و عقابه و ذكر آثار الذنوب و المعاصي ، و يكون ذلك بشفقة و رحمة له .

    ثالثا":الرفع الى أهل الحسبة اذا ظهر عناده و اصراره .

    رابعا":التكرار و عدم اليأس فإن الأنبياء و المرسلين أمروا بالمعروف و أعظمه التوحيد ، و حذروا من المنكر و أعظمه الشرك ، سنوات طويلة دون كلل أو ملل.

    خامسا" :اهداء الكتاب و الشريط النافع .

    سادسا": الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يستوجب من الشخص الحلم و الرفق ، و سعة الصدر و الصبر ، و عدم الانتصار للنفس ، و رحمة الناس و الاشفاق عليهم ، و كل ذلك مدعاة الى الحرص و بذل النفس .
    أخي المسلم :
    درجات تغيير المنكر ذكرها السول عليه الصلاة و السلام بقوله:" من رأى منكرا" فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، و ذلك أضعف الايمان ". رواه مسلم .
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه : و من لم يكن في قلبه بغض ما يبغضه الله و رسوله من المنكر الذي حرمه من الكفر و الفسوق و العصيان ، لم يكن في قلبه الايمان الذي أوجبه الله عليه ، فإن لم يكن مبغضا" لشيء من المحرمات أصلا" لم يكن معه ايمان أصلا".
    و قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : فالله الله اخواني ، تمسكوا بأصل دينكم ، أوله و آخره و أسّه و رأسه ، و هو " شهادة أن لا اله الا الله " و اعرفوا معناها و أحبوا أهلها ، و اجعلوهم اخوانكم و لو كانوا بعيدين، و اكفروا بالطواغيت ، و عادوهم و أبغضوا من أحبهم ، أو جادل عنهم أو لم يكفرهم ، أو قال: ما علي منهم ، أو قال : ما كلفني الله بهم ، فقد كذب على الله و افترى ، بل كلفه الله بهم و فرض عليه الكفر بهم و البراءة منهم و لو كانوا اخوانه و أولاده .
    أخي المسلم :
    شاع في بعض أوساط الناس الغفلة عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و اعتبروا ذلك تدخلا" في شؤون الغير ، و هذا من قلة الفهم و نقص الايمان ، فعن ابي بكر رضي الله عنه قال : يا أيها الناس!إنكم لتقرؤون هذه الآية : ﴿يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ، لا يضركم من ضل اذا اهتديتم .. و اني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :" ان الناس اذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ". رواه أبوا داود .
    و تأمل في سفينة المجتمع كما صورها الرسول صلى الله عليه و سلم بقوله :" مثل القائم في حدود الله و الواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة ، فصار بعضهم أعلاها و بعضهم أسفلها ، و كان الذين في أسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا" و لم نؤذ من فوقنا ، فإن تركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا"، و ان أخذوا على أيديهم نجوا و نجوا جميعا" ". رواه البخاري .
    و مع الأسف الشديد ظهرت في بعض المجتمعات ظاهرة خطيرة و هي الاستهزاء بالآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر ، و لمزهم و غمزهم ، و الله عز و جل قد توعد الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بعذاب أليم.
    و ننبه الاخوة الكرام الى خطورة الأمر ، قال في حاشية ابن عابدين : إن من قال :" فضولي"لمن يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فهو مرتد .
    و في "الدر المختار" قال في فصل الفضولي :" هو من يشتغل بما لا يعنيه ، فالقائل لمن يأمر بالمعروف : أنت فضولي ، يخشى عليه الكفر".
    اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف ، الناهين عن المنكر ، المقيمين لحدودك . ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة، انك أنت الوهاب . اللهم اغفر لنا و لوالدينا و لجميع المسلمين ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
    التعديل الأخير تم بواسطة ايمان علي ; 19-3-2009 الساعة 05:52 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...