الخوف من الله في الخلوات
وما أبصرت عيناي أجمل من فتى
يخاف مقام الله في الخلوات
حري بالعاقل أن يستحضر هذا المعنى جيدا يتذكر أن الغيب عند الله علانيه...فكيف يليق بالمرء أن يجعل الله أهون الناظرين إليه وحقيق عليه أن يدرك أن من أخفى خبيثه ألبسه الله ثوبها ومن أضمر شيئا أظهره الله عليه سواء كان ذلك خيرا أو شرا(ومن يعمل سوءا يجز به) ..
قال معتمر بن سليمان يرحمه الله إن الرجل يصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته ..
.وقال ابن الجوزي أيضا :نظرت في الأدلة على الحق سبحانه وتعالى فوجدتها أكثر من الرمل ورأيت أن من أعجبها أن الإنسان قد يخفي مالا يرضاه الله عزوجل فيظهره الله سبحانه عليه ولو بعد حين وينطق الألسنة به وإن لم يشاهده الناس وربما أوقع صاحبه في آفه يفضحه بها بين الناس فيكون جوابا على ماأخفى من الذنوب وذلك ليعلم أن هناك من يجازي على الزلل وكذلك يخفي الانسان الطاعه فتظهر عليه ويتحدث الناس بها وبأكثر منها حتى إنهم لايعرفون له ذنبا ولايذكرونه إلا بالمحاسن ليعلم أن هناك ربا لايضيع عمل عامل ..........
وإن قلوب الناس لتعرف حال الشخص وتحبه أو تأباه وتذمه أوتمدحه وفق ما يتحقق بينه وبين الله تعالى وماأصلح عبد مابينه وبين الخلق دون أن ينظر إلى الحق إلا انعكس مقصوده وعاد حامده ذاما .. وقال ابن الجوزي رحمه الله أيضا :إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة كم من مؤمن بالله عزوجل يحترمه في الخلوات فيترك مايشتهي حذرا من عقابه أورجاء لثوابه أوإجلالا له فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عودا هنديا على مجمرفيفوح طيبه فيستنشقه الحلائق ولايدرون أين هو وعلى قدر المجاهده في ترك مايهوى تقوى محبته فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولايعرفون لم؟
المفضلات