إلى الشعوب المسلمة ... أنا باراك حسين أوباما ...كنت مثلكم مسلما بائسا فقيرا، يسكن أدغال إفريقيا، يستعبدني العرب والعجم، ويذلني الحكام الطغاة؛ ولما قبلت المسيح ربا ومخلصا؛ أصبحت رئيسا لأقوى دولة في العالم كما ترون.
وها أنا أمامكم أمد لكم يد العون لأرشدكم إلى طريق خلاصكم، وأدخلكم مملكة الرب، وأخلصكم من ظلم حكامكم، ومن سوء حالكم، ومن فوضى بلادكم، أنظروا لمدنكم وقراكم كيف بنيت بهمجية، وأمست على وشك السقوط، أنظروا لطرقكم كم تحصد من أرواحكم يوميا أكثر مما حصدت الحرب على الإرهاب، أنظروا لفقركم وبؤس حالكم؛ رغم وفرة ثروات بلادكم، أنظروا لجهلكم وتخلف حضارتكم رغم انتشار الجامعات عندكم! نريد إعادة إعمار بلادكم بشركاتنا المتطورة ونريد حكمكم بديمقراطيتنا التي جعلت عبدا أسودا مثلي حاكما للبيت الأبيض، ولن نسمح للإرهابيين مثل حماس وغيرها باستغلال الديمقراطية في الحيلولة دون حكمنا لكم. أنظروا لحماس كيف تريد بناء بيوت الشعب بالطين! وانظروا لطالبان كيف اختارت عيش الكهوف والجحور! وهذا حال من يرفض حضارتنا ويستعلي على حكمنا.
أرسلت لكم البابا ليضع حجر أساس لأكبر جامعة تبشير في بلادكم، ويرشدكم لطريق خلاصكم، وشرف عظيم لكم أن داس بحذائه المقدس في مساجدكم. فهذه أول خطوة في الطريق الصحيح لنجاتكم، فمن قبل منا ذلك في سلام؛ عاش معنا في أمان، له ما لنا وعليه ما علينا، ومن رفض ذلك فليذهب من تحت سمائنا وليبحث عن أرض غير أرضنا أو يموت على الصليب كما مات مخلصنا، لينجو من دنس المعصية ويخلص العالم من شره وضره.
لسنا أعداءً لكم كما يروج لذلك الإرهابيون ولا نريد قتالكم كما تظنون، ولكن أردنا الخير لكم، فجنودنا في بلادكم لتيسر للمبشرين عملهم وتمهد الطريق لخلاصكم وتبيد الإرهابيين الذين يقفون عثرة في طريق مملكة الرب، وهذه أيدينا نمدها لكم، فمن صار معنا مددناه بالمال والسلاح وعاوناه على من عاداه.
بنوكنا مفتوحة لتضعوا فيها أموالكم، وجامعاتنا ترحب بأبنائكم لتنصيرهم وتبشيرهم، مخازننا مفتوحة تستوعب كل بترولكم وثرواتكم، لكم كل الحرية في استثمار مدخراتكم في بلادنا، وستكون عندنا في يد أمينة، فإن رفضتم قيادة المرأة للسيارة فنرحب بها عندنا في بيوت الدعارة، وإن رفضتم إرساليات التبشير لبلادكم فنرحب ببعثات التعليم لبلادنا وهناك نتولى المهمة.
وإن رفضتم قيام الكنائس ببلادكم فقنواتنا الفضائية تجعل بيوتكم كنائس، وإن رفضتم الرذيلة بمجتمعكم فالنت كفيلة بجعل بيوتكم مراكز دعارة.
لقد عرف كثير من حكامكم الطريق السريع للمجد فسلكوه، وأملي أن تتعاونوا معهم فتغنموا وتسلموا وتوفروا كثيرا من الوقت والجهد. فهذا الملك قدم الهدايا السخية للبابا ومد يده بالسلام لشعب الله المختار وقدم المليارات لدعم بنوكنا المنهارة.
وهذا مشرف يسجن خان صانع القنبلة ويهدم المسجد الأحمر على رؤوس العلماء والمصلين، وهذا زرداري يبيد سكان سوات الذين حاربوا التبشير ورفضوا الإصلاح والتنوير، وهذا حسني يحرم شعبه الخبز ويصدر الغاز بسعر التراب لليهود ويحفظ لهم العهود ويحمي لهم الحدود، فمنحته رضاي وباركته فأصبح مباركا وجعلت في ذريته الحكم لسبعة أجيال.
وكثيرا من علمائكم عرف الطريق للمال فسلكوه، فحرموا الجهاد لما فيه من فساد، وحاربوا الخروج على ولي الأمر ولو كفر كفرا بواحا، وحرموا مقاطعة اليهود وقاوموا منازعة الحكام في أمرهم ولو بطرق سلمية، سياسية كانت أو ديمقراطية وحرموا المظاهرات ودخول الانتخابات، و كل من تعاون معنا رفعناه مكانا عليا وأغدقنا عليه من العطايا والهدايا ووفرنا له منابر إعلامية وفضائية لينشر ما يشاء ويقول ما يشاء فهو حر ينعم بحمايتنا ونمنحه رعايتنا ويشرف برضانا.
رغم أني أرفض إدخالكم مملكة الرب بالقوة كما فعل بوش وكما رفض البابا من قبل طريقة محمد اللا إنسانية في نشر دينه بالسيف؛ ولكني أرفض أيضا مقاومتكم وعنادكم لنا فنحن صائرون لغايتنا لا محالة، فلا فائدة من المقاومة. إذا قتلنا أطفالكم بالخطأ فنحن نقتل الإرهاب في مهده قبل أن يستفحل ويعم خطره، وإذا حاصرنا شعب فلسطين حتى الموت؛ فلحماية شعب الله المختار من عدوان من يرفضون إرادة الرب. لن نتوانى في إقناعكم بسمو غايتنا وسلامة منهجنا فبلاغة القول وقوة الحجة أمضى من قصف الطائرات وهدير المدافع.
عدونا واحد وهو الإرهاب الذي يبعدكم عن مملكة الرب ولا يريد خلاصكم ولا يرضى لكم إلا العيش في الجحور والكهوف وبيوت الطين. فلنكن يدا واحدة ضده ولنرضى جميعا بمشيئة الرب.
من توقعات وخيال
د. محمد حافظ
11/5/2009
/
0
/
جميل ما كتبت أيا مُحمد .. فلم يبقى في العرب من ينظر لأمريكا نظرة الأمس..
بالأمس كانت شيطاناً رجيماً , واليوم ناصرة لديننا وللحرية العالمية !
تناسى العرب بأن امريكا ليست مملكة , وان لديها منظمة إرهابية متطورة عن الماسونية القديمة , لديها إنتقاء خاص للزعماء , بالسابق زعيم يصرّح عما يفعل , واليوم ...
رأيت ذاك الشعب الذي امتدحه الرسول يغضب غضباً عجيباً , قلت يالله نصرك! , هل هناك شعباً عربياً فقيهاً ؟!
ولكنه للأسف .. غضب لماذا أوباما زارَ تِلكَ اولاً ونحن ثانياً
شكراً محمد حافظ .. لعل خِطابك ينفع قِلة من العرب .. لعل وعسى!
رد مع اقتباس

المفضلات