هــ ،، ـل نفــ ،، ــرح أم نبكــ ،، ــي ؟؟




كنت منهكة ذاك الوقت .. فرميت بجسدي على كرسيي المفضل في الصالة – غرفة المعيشة - ..
وكعادتي أمسكت بمجلة أتفحصها .. ثم سمعت والدايّ بجانبي وهما يتابعان شيء في التلفاز ..



أبي : يا ويلهم من ربنا ..


أمي : حسبي الله عليهم .. بوصي يا !! .. الهِباب اللي بيعملوه !



أنزلت المجلة ورفعت رأسي .. وفوجئت بما رأيت ..


في تركيا " الحكومة التركية منعت الطالبات المسلمات في الجامعة من ارتداء الحجاب ! "



ذهلت لهذه الدرجة يكرهون الإسلام .. رددت في نفسي " اللهم اكفنيهم بما شئت "



ثم جاءت الكاميرا على سيارة فيها إحدى الطالبات المسلمات .. مرتدية حجابها !


و أخرجت من حقيبتها شعر مستعار – باروكة – وضعتها فوق حجابها ..



هنا ساد الصمت في الغرفة - باستثناء المذيع المزعج – من المفاجأة التي رأيناها ..


ثم قلت : يا سبحان الله .. الله يثبتهم ..




حادثة أخرى .. كنت في الطائرة متجهة إلى دولة غربية .. لم يكن بصحبتنا الكثير سوى عشر مسلمات تقريباً ..
وقبل هبوط الطائرة .. قمن جميعاً إلى الحمامات - أكرمكم الله - .. ثم عدن إلى مقاعدهن ..
بقيت عدة دقائق محاولة استيعاب ما حدث ..



الجميع بدون حجاب .. خلعن العباءات وارتدين أرذل الثياب ..



هناك من يناضل لأجل الحجاب .. وهناك من يتمنى الفرصة لرميه ..


هــ ،، ـل نفــ ،، ــرح أم نبكــ ،، ــي ؟؟



في ذلك المشفى .. أسرة متوترة تنتظر بشغف انتهاء عملية تُجرى خلف ذلك الباب ..
خرج الطبيب معلناً انتهاء العملية ببرود .. فهذه العملية ليست خطرة بالنسبة إليه ..
أما الأم فقد سجدت شاكرة لله لخروج ابنها سالماً بعد عملية - الدوالي - ..



هذه العملية مشكلتها الوحيدة الآلام الرهيبة في الساقين .. كانت الساعة الحادية عشر مساءً .. وفي صلاة الفجر .. ذهب الأب للمسجد .. والأم لغرفتها ..



أما هو .. ابن الثالثة عشر .. قام متحدياً الآلام الفظيعة .. ليصلي لربه .. بذل مجهودا كبيرا للوضوء ..
لكن رغم ذلك الألم الشديد .. الذي يعتصر قدميه .. وقف للصلاة .. بل وصلى السنة أيضاً ..



فسبحان الله ..

من ناحية أخرى ترى شبان اليوم .. قد سهروا للفجر .. آوه عفواً قبل الفجر بأربع دقائق ..



إنهم مساكين لا يستطيعون السهر أكثر من ذلك .. فينامون إلا ما قبل العصر بدقائق ..


ووداعاً لـ الصلاة !

هــ ،، ـل نفــ ،، ــرح أم نبكــ ،، ــي ؟؟

بعد يوم دراسي مرهق .. لاحظت إحدى زميلاتي قد انعزلت في ساحة المدرسة .. ثم علمت أنها كانت تبكي .. منهارة بعنى الكلمة .. ذهبت إليها ..

بعد فترة من محاولاتي لتهدئتها .. أخبرتني أن قد مر أسبوعان على ذكرى وفاة والدتها .. - رحمها الله -

ثم تركتها وفوجئت بأخرى تبكي أيضا ! بل إنها تثير الشفقة أكثر منها ..
ذهبت وقد جمدت قلبي مسبقاً حتى لا تفاجئني بشيء أعجز عن احتماله ..


حين سألتها صاحت قائلة أن " حبيبها قد تركها " !

لا أستطيع وصف شعوري عندها ..

هل أبكي عليها لشدة سخافتها ..

أم أفرح لأن الأخرى لا يزال عقلها موجوداً ..


هذه لم تكن سوى أمور دارت في ذهني .. فلم أجد أنسب من هذا المكان لها !
واسفة إن أطلت
حفظكم المولى ..