الرَبِيعُ العَـرَبي ..
كَيف سُمي بِهَـذا الـإسم ؟ .. وَ لِم ؟ .. وَ مَن سَماهـ ؟
لَـا أَدرِي ... وَ لَكِنَه أَجَـاد
فَهُو رَبِيعٌ حَاصـر جَـفافُ الصَيفِ وَ قَـرصُ الشِتَاء وَ دمُوعِ الخَـرِيف
فَأسقَط الَـأوَراق " أَورَاقُ التُوتِ "
وَ بَلل الثِياب بدِمَاء الحُـرِية الغَـرَاء
وَ أسقَط الخَبث عَن أَشجارٍ ضَـربت عَمِيقاً فِي الَـأرض وَ صَمدت كَـ " جَبارة الغَابة "
عَاد رَبِيعَاً لِيُثبِت أَن طُول الشِتاء لَيس مُجَمِداً .. وَ أَمطَار الخَـريف لَيست مُغرِقة
وَ شَمسُ الصَيفِ لَيسَت حَـارِقة
بَل هُـو رَبِيعُ دِفء المشَاعِر وَ ثَورَانُ القلُوب .
هَكذا ..
تَغزلنَا فِي الرَبيع وَ هَكذا خَـرجت الكَلِمَات مِن القَلب لِتزرَع أملَـاً فِي قلـوبِ الثُوار الذين بَاتُوا ضَاربين أَروَع الَـأمثال
وَ أَقوى المَواقِف عَلى مَرِ العِصُـور بأن هُنَاك مَن يُمَجِـد جهُودهم
وَ لَكِن :
أَ صَحِيحٌـ كُل مَا قَد قِيل ؟!
أ هَـذه هِي الحَقِيقَةُ كَامِلـة ؟!
أَ هُو حَقَاً الرَبِيع الَذي تمنَاهُـ الجَمِيع وَ حَلم بِه ؟!
فَهـذا الرَبِيعُ مُخَـادِعٌ جِداً خَدع الجَمِيع وَ ضَحِكَ عَليهُم
مَالِي أَرَى قُلوباً قَد خَفقَت وَ أعيُناً قَد جحظَت
وَ كَلِمَات تَقِف بين الشفةِ وَ اللِسان تَصِفني بالخَـرَف
لَـا عَليكُم .. لَـا عَليكُم فَلن ترَاعُوا اليَوم
وَ لَكِن لَحظة ..
أنَا فِي كَامِا قِـوَاي العَقليةِ وَ أَقُـول
فَأسمَعُوا مِني إن كُنتم لَـا تَزَالُون هُنَـا !
لَم ينْجُـو أَحـد مِن الخِداع فِي هَـذا الرَبِيع
فالكُل فِيه قَـد تَوهم ثُم فُضِح بالنِهَـاية
كَيف !؟
إنتظِروني أَشرح لَكم
الرَئيسُ المصري السَابِق : المَخلُوع حُسني مُبَاركَ
ظَن أَن الثَورة مَا هِي إلَـا حَـدث تُونسي عَابِر فمَا لَبث إلَـا قَلِيلَـاً حَتى صَارت بِلَـادهُ تَغرى تُرِيدُ إخـراج زَبدِهَا
فسَقط مُبارَك أسير شَبكَات الـإنترنِت وَ وصْلَـات الـ DSL فرَاهـن عَلى الجَيش الذي لَم يَخـذل شَعبه
فخَسِر الرِاهـن وَ سقْط
.
وَ ظَن أن سِنه الطَاعِن الذي إكتشَفهُ بِصُورةٍ مُفاجِئه بَعد زَوال عَرشِه وَ مَـرضِه الذي مَا عَلِم بِه إلَـا بَعد زَوال الكُرسِي
مَانِعتاهُ مِن قَفص الـإتِهَام وَ لكِنه خُدِع مَـرة أُخـرَى لِيُحَـاكم عَلى رؤوسِ الَـأشهَاد ... وَ لَيس كَأي مُجـرِم
السقُوط الثَاني وَ الخِـادع التَالي كَـان مِن نَصِيب مَلِكة الدُنيَـا " أَمـرِيكَا "
مَن نَصبهَـا مَلِكـة !؟
لَـا أَدرِي .
هَكـذا دَرسنَا وَ هكَـذا تَعلمنَا وَ مَـا يُدَرس لَـابُد أَن يُحفَظ وَ لَـا يُغَير .
خُدِعَـت أَمرِيكَـا عِندمَا رَاهنت عَلَى حِصَان مُبَاركَ الهَـزِيل فَسقط وَ دَاست عَليه خِيول الشَعب السَودَاء
فَأخفَت أَمرِيكَا خِطَاب المُسَاندة فِي أَكبر أَدرَاجِهَـا الهُلَـامِية ألَـا وَ هُـو :
" الدِيمُوقرَاطية وَ رَغبة الشَعب " .
سَقْط مُبَارَك .. وَ إنتَصـرت الـإرَادة الَـأمرِيكية هَكذا قَـالُوا وَ هَكـذا صَدقنَا وَ هكَـذا .... خُدِعنَـا .
ثُم جَـاءت الصَفعة الثَانية
صَفغة لَوت عنق أُوبَامَـا شَخصِياً
عِندمَـا خَـرجَ وَ قَال :
" مُستَقبل مَصر لَـا يَجِب أَن ينحَصِر بين الدِيكتَاتُورية وَ الـإخوَان المُسلِمين "
فتنَامى الحِس الـإسلَـامِي عِند المَصرِين وَ تعَـالت أَسهُم الـإخَـوان
فخَـرَج الزَعِيم المُبجَل عَظِيم الشَأن لِيُبَارِك لَـأعداء الَـأمس القَـريب وَ يتمنَى لَهُم تَجرِية كَالتجرِبة التُركِية
وَ لكن وَ لِثَالث مَـرة تَنخَدِع أَمرِيكَا بَعد ظِهُـور حِـزب النُور السَلفِي
لِيٌنهِي المُسلسل التُركِي قَبل شَـارة الِبداية وَ يُفقِد أَمـرِيكَا كُل حمَاستِهَـا فَقد وَلت مَهـزُومـة
إيَاكُم يَا إخـواني وَ الهَـواجِس الفَارِغة بأن أَمرِيكَـا هِي المُدَبِر الَـأول لِهَـذه الثَورَات فَهِي لَم تتوقعهَـا بِهَـذا الشَكل وَ لَـا بِهَـذه السُرعة إنمَا كَانت تُشَجِع الهَـداف عِندمَا يقتَرب مِن المَرمى لِتُشَارِكهُ نجَـاحـه وَ أعلموا أن مَـا من حَاكِم سَقط وَ ألَـا ضَرب أَمرِيكَا فِي مَوجِع
.
وَ يستَمِر مُسلسل الخِداع لِيظهَـر بِنُسختِه السُوريه وَ لَكن هَـذه المَـره لَيس لـ " نَجدة إسمَاعِيل أَنزُور " وَ لَكن
لِنجدة الشَعب السُورِي الكَرِيم مِن برَاثِين العَلويين الذين خُدِعُـوا بِقَولِهم الذي صَدقُوهـ عِندمَـا قَال " أشعَبهُم "
أن الثَورة قَصدهَـا إسقَاط كَامب دِيفيد وَ مُعسكر المُصَالحـه لِيجِد الثُوار تَحـت أَنفِـه وَ رغمهَـا يجتثُون أَركَـان حُكمـه الممَانِع
فمَا وَجـد سَبِيلَـاً إلَـا أَن يَرجِع لَـأخِيه الَـأكبَر
الحَـازِم .. صَــاحِب الحَـل وَ العَقـد .. هَـازِم أَمرِيكَا وَ كَاسِر شَوكتهَـا .. مُعـذب اليَهُود .. وَ مقلِق الَـأحـزَاب
مَحمُود أَحمدي نجَـاد
الذي مَا بخَـل عَليه بِشبكَـةٍ مِن مُعتَادِي الجَـرَائم وَ الشَغب
لِيكُونُوا خَير وَاجِهه لِخَير نِظَـام .. نِظَام البلطَجِية وَ الشَبيحَة
ثُم جَـاء صَديق العَائلة المُقَرب حَسن نَصـر الله لِيضَيف للرَبيع السُوري نكهَته المُعتَادة " الضَمير هُنَا يَعود إلى حَسن نَفسه "
الخَـاسر الَـأكبر فِي هَـذه المَعْمَعـه هُو " بُوتين "
الذي طَفق يُدَافِع عَن الَـأسد وَ قُدرَتـه عَلى الَـإصِلَـاحـ فكَـاد أَن يندَلِع
عَليه رَبيع رُوسي يستهَدِفهُ هُـو شَخصِيَاً
وَ أَخشى أَن تنخَدِع الحكُومـة السُودَانية بالتَوجـه الـإسلَـامِي لِشعُوب الثَورة
كَـون أَن السُودَان الـإسلَـامِي بمنَـأى عَن هَـذه الثَورَات وَ لَكن مَن يُطِلق هَـذا
الكَلَـام نهَـارَاً يسهَـر لَيلَـاً لِيُلَملِم أطَـرَاف هَـذا البَلد المُشَاكِس
خَـوفاً مِن رَبِيع سُودَاني فِي بِلَـادٍ لَم يَعـرِف جَـوهَـا الرَبِيع قَط
.
إضَـافة لِبعض الدُول الخَليجية التي ظَنْت أَن المُسَاعدة فِي إنجَـاحـ رَبيع دُول أُخـرَى
قَد يُجَنِب بِلَـادهَا رَبيع خَليجي أَخـر
لكُل لِهَـذا وَجـب أَن نعتَـرِف بَأنـه رَبِيع مُخَـادِع جِـداً .. وَ أن المَوجـة العَاتية تُحَـرِك كُل اليخُـوت
قَبل الخِتَـام :
كُل أَحـداث هَـذا المُسلسل وَ شخصِياتِه مِن خَيال المُؤلِف وَ أي تشَابه بينهَـا وَ بين الوَاقِع هُـو مِن مَحض الصُدفـة لَـا غَير
تُصبِحُـون عَلى حَقيقة
.gif" border="0" alt="" title="
0" class="inlineimg" />
المفضلات